رضخ سعوديٌ عجوز للضغوطات، وأجَّل زواجه من طفلةٍ في العاشرة من عمرها لمدة 5 سنوات أمام تدخل جهاتٍ مختلفة لمنع زواجه بعد أن تمكَّن من عقد قرانه عليها إثر "تحدٍ" بينه وبين والد الفتاة في مدينة حائل.
وكان والد الطفلة الصغيرة استفزَّ- خلال جلسة سمر في منزله- العجوز السعودي (60 عامًا) بأنه لا يستطيع الزواج من الثانية خوفًا من زوجته الأولى، فما كان من العجوز إلا أن طلب يد ابنة مضيفه الصغيرة ليثبت له عدم خوفه.
وكي لا يتراجع والد الطفلة عن تحديه أمام ضيوفه قبِل بالأمر مقابل مهرٍ قيمته 100 ألف ريال، بحسب تقريرٍ نشرته صحيفة "المدينة" السعودية السبت 19-7-2008.
ومضى الرجلان في إجراءات الزواج، وأتما فحص ما قبل الزواج في مختبرات مستشفى الملك خالد في حائل وسط دهشة الفنيين والممرضين في المختبر.
إلا أن العجوز الستيني أجَّل الدخول بعروسه الطفلة لمدة 5 سنوات استجابةً للضغوط التي قامت بها هيئة حقوق الإنسان لمنع الزواج أو تأجيله؛ نظرًا لصغر سن العروس، وبسبب استهجان أهالي مدينة حائل لهذا الزواج.
وكانت هيئة حقوق الإنسان وجهت خطابًا لإمارة منطقة حائل، كما وجهت خطابًا مماثلاً لرئيس محاكم المنطقة من أجل إيقاف زواج العجوز السعودي.
وقال في وقتها د. زهير الحارثي، المتحدث الرسمي لهيئة حقوق الإنسان، إن الهيئة خاطبت إمارة منطقة حائل ورئيس محاكم المنطقة لوقف هذا الزواج بسبب المخاطر الكبيرة الناتجة عنه، وأوضح مخالفة هذا الزواج للاتفاقية الدولية التي وقعتها السعودية الخاصة بحماية الأطفال من الزيجات المبكرة.
وأضاف أن لهذه الزيجات مخاطر ثقافية واجتماعية، وأن الهيئة لا تسمح بهذا الأمر.
وكان عددٌ من أهالي مدينة حائل طالبوا الجهات الحقوقية بالتدخل لإيقاف مثل هذه الزيجات، على غرار إيقاف زواج الأطفال التي تم أخيرًا، حيث تدخلت جهات مختلفة لمنع زواج طفلين لم يتجاوزا الثانية عشرة من عمرهما.
ورأى الباحث الاجتماعي عبد الله الحربي أن مثل هذه الزيجات تتم كعملية "بيع من قِبل الأب لطفلته، يتم من خلالها دفع أموال طائلة من قبل العريس للظفر بطفلة لإشباع غريزته الجنسية"، وأوضح أنه غالبًا ما تفشل هذه الزيجات، وأشار الحربي إلى أن الطفلة قد تصاب بأزمةٍ نفسية كونها ستعاشر رجلاً يكبرها في السن بسنوات كثيرة.